الشخصية الأكثر حظا لتولي قيادة السلطة الوطنية لمكافحة الفساد

إن إنشاء هيئة مستقلة بإسم السلطة الوطنية لمكافحة الفساد في بلدنا يعد خطوة بالغة الأهمية وحلقة متميزة من حلقات سلسلة الإنجازات و الإصلاحات الفريدة من نوعها التي رسمها فخامة رئيس الجمهورية السيد/محمد ولد الشيخ الغزواني في برنامجه الإنتخابي البرنامج الذي حظي بتزكية الشعب الموريتاني للمرة الثانية
فمن المعروف أن الفساد هو العدو الأول إن لم يكن الوحيد للتنمية الشاملة في كل بلد وهو سوسة ذات منقار فولاذي تسوس أركان الدولة والمجتمع بشكل عام فتحولهما إلى ركام ولاينفع مع الفساد كثرة الموارد وتعدد المداخيل فقديما قيل لاقلة مع السداد ولاكثرة مع الفساد وبلادنا على غرار العديد من البلدان السائرة في طريق النمو هي في أمس الحاجة إلى هيئة من هذ النوع
بيد أنا إنشاء سلطة وطنية لمكافحة الفساد على أهميتها لن يكون لها الأثر المطلوب إلا إذا وكلت قيادة سفينتها لربان يجيد القيادة والتوجيه في البحار المليئة بالعواصف فالمهمة ليست بتلك السهولة فصاحبها سيكون في مواجهة عتات لوبيات المنتفعين على حساب الوطن و المواطن وسيستخدم ضده في المواجهة سلاح الترغيب و الترهيب
وعليه لابد أن يكون المختار لهذه المهمة النبيلة بإمتياز متسلحا بالعديد من الأوصاف منها بالإضافة إلى الخبرة القانونية والتجربة الميدانية السمعة الطيبة عند الجميع ان يكون أهلا لمواجهة أعداء الإصلاح وهذه مجتمعة كلنا يدرك أنها تنطبق على الشخصية القانونية الكبيرة القاضي: السيد ولد الغيلاني الرئيس السابق للمحكمة العليا
فالرجل أشتهر بنظافة اليد والدفاع عن المظلومين دون تمييز للجهة أو للون أو الخلفية السياسية كما عرف بالصرامة في العمل و احترامه التام للنصوص الجمهورية شاء من شاء و أبي من أبي ولايزال تحديه لقرار عزل رئيس المحكمة العليا غير الشرعي من طرف النظام السابق باق في ذاكرة كل غيور على قوة قضائنا واستقلاليته حيث اعتصم أمام بوابة المحكمة العليا آنذاك ليلتحق به العديد من القضاة والمحامين و المواطنين الشرفاء وبقي هناك رغم كل التحديات و التهديدات حتى تم تصحيح الخطأ وقد خلقت هذه الحادثة سابقة في ذهن كل موريتاني صورة واضحة عن شجاعة الرجل و امانته و إحترامه للقانون
اليوم سيكون تكليفه برئاسة هذه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بلا شك تجسيدا من طرف فخامة رئيس الجمهورية لجعل الرجل المناسب في المكان المناسب بلا منازع.
بقلم : احمدو محمدلولي حمدي