الفارس الذي لايترجل ..بقلم الشيخ ولد يارا
*الفارس الذي لايترّجل….*
حين أسلك سبيل التّهاني،عند تقاعد؛ الصّنو الأكرم ، والرّكن الأشد؛ الفريق عبدالله ولد الشيخ ولد أحمد عيشة؛ لن آتي ببدعة ولن أجافي الصواب؛ لأننا أمام حصاد عقود من الخدمة العسكرية والأمنية المشرفة.
لا نجاح ولا مستقبل لمجتمع ما لم يقدر رجاله المميزين ويحفظ لهم أقدارهم، وقد أُصبنا بمتلازمة العمى في تقدير أصحاب الهمم العلية والأخلاق السَّنية؛ حتى تدّنت الذائقة الجماعية لمستويات خطيرة من الفقر القيمي والزهد في معايير النجاح والتميز!- والفريق جمع مابين فروسية السيف والقلم فكان مُلهما للجميع كبولدير شاعر فرنسا وفارسها.
تقول العرب : الرجال ثلاثة: رجل كالغذاء لا يُستغنى عنه، ورجل كالدواء لا يحتاج إليه إلا حينا بعد حين، ورجل كالدّاء لا يحتاج إليه أبدا!. والفريق طالما كان غذاءً للروح بأفكاره الساطعة وتوجيهاته الحكيمة وأسلوبه الراقي، وطالما كان دواءً سلسبيلا وشافيا وترياقا حاميا لكل من صرعته النوائب والأدواء وأثقلت كاهله.
يقول الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لخالد بن الوليد: فرّ من الشرف يتبعك الشرف؛ واحرص على الموت توهب لك الحياة.
إنّ مَن يعرف الفريق عن قرب؛ يدرك حرصه على إنفاذ هذه الوصية وكأنها موجهة له مباشرة.
لقد صدق مَن قال: لا يُختار للقيادة ؛ إلا زاهدا فيها غير طالب لها؛ مبدأ طبقه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حين أنصف الفريق:
أولا: بالترقية التي حُرم منها رغم كفاءته المشهودة- خُلقا وهنداما، وثقافة ونزاهة.
ثانيا: بإسناده إيّاه مهمة قيادة قطاع الدرك الوطني؛ والتي أتاحت للفريق فرصة رسم بصماته الذهبية على القطاع؛ تكوينا وتأطيرا وتأثيثا ورفعا من كافة قدراته المادية والمعنوية.
ختاما حضرات الفريق الموقر:
إنّ قدركم يجل عمّا تحيط به المقدرة، وفي سؤددكم ما يوجب التفضل ببِسط المعذرة؛ وحين لم أجد مِمّا أُدانيه ما يبلغ سموّ قدركم، وجهت من أعماق قلبي هذه السطور،يقينًا بأنكم لا تستكثرون ما جلّ ولا تستقلون من أخيكم ما قلّ، فأنتم تتطولون بقبول القليل كتطولكم بإهداء الجزيل.
وإنّ الوطن أيها الموقر ينتظر تلك التجربة الغنية والثقافة الموسوعية والشهامة المتجذرة؛ ومثلكم تستوي عطاءاته المتميزة بين العسكرية والمدنية.
و لو كان يستغني عن الشكر ماجد “”لكثرة مال أو علوّ مكان
لما ندب الله العباد لشكره””فقال اشكروا لي أيها الثّقلان
بقلم : الشيخ محمد محمود يارا.