الحي الساكن..حين يكتب الحلم بحروف من الإسفلت


الحي الساكن: حين يُكتب الحلم بحروف من الإسفلت

هؤلاء الأطفال بأقدامهم الصغيرة كانوا أول العابرين، كأنهم يفتحون للحي أبواب المستقبل، يُحركون سكينته بصخب البراءة، ويحولون صمته إلى سيمفونية من الفرح.

في هذا الحي حيث كان السكون اسمًا والحلم غائبًا، بات العبور قصة حياة، يُكتب بخطوات تنفيذية لطموحات كبيرة لا تعرف التوقف.

في الحي الساكن حيث كان الصمت لغة الأزقة الرسمية ، وحيث سكن الانتظار في زواياه و دوربه وبين منازل ساكنته ، انطلقت اليوم أولى ضحكات الأطفال فوق جسره الجديد، فبدا لنا وكأن الحي ينهض من سباته الطويل، وكأن الحجارة نفسها تراصت لتنبض بالحياة، ولتكتب قصيدة بحروف إسفلتية على جنبات جسر نقل الحي من زاوية العزلة إلى فضاء الاتساع …

لقد علّمنا هذا الحي الهادئ أن السكون ليس نهاية، بل لحظة انتظار للحياة كي تفيض من جديد، وأن كل جسر يُبنى هو دعوة للحلم كي يعبر ويُزهر ..

فها هي إذا السكينة تتحول إلى نهر متدفق، وها هي الأحلام تجد طريقها نحو العبور إلى فضاءات أرحب …

ذ. محمد ولد حويه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى