الهروب إلى المجهول..فتاة موريتانية تتحدى تقاليد مجتمعها

كتب اليماني الشيخ أحمد اليماني :الهروب إلى المجهول: فتاة موريتانية تتحدى تقاليد مجتمعها.
لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بالصدمة إزاء هذا الفعل الشنيع الذي ينم عن انعدام تام للمسؤولية والاستهانة بمشاعر الآخرين ، إن تزييف واقع الاختطاف وطلب الفدية، ليس فقط جريمة في حق القانون، بل هو أيضًا خيانة للأمانة التي تربط بين أفراد الأسرة ، إن ترويع الوالدين، اللذين لا يملكان في هذه الدنيا أغلى من فلذة كبدهما، هو فعل لا يغتفر ، إن ما عاشاه من خوف وقلق لا يمكن وصفه، ولا يمكن لأي كلمات أن تعبر عن حجم الألم الذي تسببت فيه ابنتهما.
أما عن محاولة الهروب إلى ليبيا فهذا يكشف عن مدى التهور واللامبالاة التي وصلت إليها هذه الفتاة ، إنها لم تكتفِ بتعريض والديها للخطر، بل عرضت نفسها أيضًا لمصير مجهول، في بلد يعيش حالة من عدم الاستقرار .. إن هذه القصة، بكل ما فيها من تفاصيل مؤلمة، يجب أن تكون عبرة لكل من تسول له نفسه التلاعب بمشاعر الآخرين.
إن المجتمع الموريتاني، بتقاليده وعاداته الأصيلة، يرفض مثل هذه التصرفات الدخيلة، التي لا تمت إلى قيمنا وأخلاقنا بصلة.إن الحب، مهما كان قويًا، لا يمكن أن يبرر مثل هذه الأفعال المشينة. إن الحب الحقيقي هو الذي يبنى على الصدق والاحترام المتبادل، وليس على الخداع والخيانة.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يهدي هذه الفتاة، وأن يلهم والديها الصبر والسلوان. وأن يحفظ مجتمعنا من كل مكروه.
اليماني الشيخ أحمد اليماني