الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه..تجديد النور وامتداد مسيرة العارفين

الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه: تجديد النور وامتداد مسيرة العارفين
يمثل الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه الامتداد الطبيعي لسلسلة الصلحاء العارفين بالله، الذين جعلوا من النجماط منارةً للعلم والتربية الروحية. فهو حافظٌ على نقاء الطريقة القادرية، ومجددٌ لمسيرتها المشرقة، مستنيرًا بمنهج والده وشيخه، الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بوي، الذي كان رمزًا للعلم والحكمة والتجديد في غرب إفريقيا.
إرثٌ علمي وروحي
سار الشيخ عبد العزيز على خُطى أسلافه في الجمع بين علوم الشريعة والتزكية الروحية، على أسس المحبة والذكر، ناشرًا قيم التصوف السني الأصيل، وباعثًا روح السلام في نفوس المريدين والسالكين. لقد حمل مشعل العلم والإرشاد، مؤكدًا أن التصوف ليس مجرد طريق روحي، بل هو مدرسةٌ تجمع بين المعرفة والتربية والعمل.
الكرم والجود: نهج ثابت
لم يكن شيخنا الشيخ آياه إلا مثالًا حيًا للكرم والجود، فبيته كان مأوى للوافدين، ويداه مبسوطتان بالعطاء، لم يُعرف عنه ردُّ سائلٍ ولا خيبةُ قاصدٍ، فكان ملاذًا للضعفاء، وحصنًا للقاصدين. واليوم، يواصل الشيخ عبد العزيز هذه المسيرة، حاملاً لواء السخاء، وساعيًا في خدمة الفقراء والمحتاجين، حتى غدت النجماط دار ضيافة دائمة، يفوح منها عبق السخاء والمحبة.
منارة إشعاع وتوجيه
الشيخ عبد العزيز ليس مجرد خليفة، بل هو امتدادٌ لسلسلة نورانية متصلة، وميراثٌ روحي خالد، تستضيء به قلوب السالكين، وتنهل منه الأرواح التواقة إلى الصفاء والهداية. فقد جمع بين الأصالة والتجديد، وظلّ مرجعًا للعارفين ومأوى للمريدين، وركيزةً أساسيةً في نشر تعاليم الطريقة القادرية، مستنيرًا بمسيرة السلف الصالح.
كما قال العلامة ببها رحمه الله:
سَعْدُ خَيْرٍ يُنْمَى إلَى كُلِّ سَعْدٍ ۞ زَاخِرِ الْيَمِّ أرْيَحِيٍّ نَبِيهَ
نَالَ مَا نَالَ فِي صِبَاهُ وَلَمَّا ۞ يَعْدُ عَشْرًا مَضَتْ لَهُ مِنْ سِنِيهِ
قُلْ لِمَنْ قَالَ إنَّ للغَوْثِ نِدًّا ۞ أوْ شَبِيهًا فِي قِطْرِنَا أرِنِيهِ
نور مستمر عبر الأجيال
نسأل الله أن يحفظ الشيخ عبد العزيز، ويمده بمدد الصالحين، ليظل نور الشيخ سعدبوه ساطعًا، مشرقًا في القلوب، متجددًا في النفوس. فقد أرسى مدرسةً صوفيةً جامعةً بين العلم والتربية والإرشاد والعمل، فكان نبراسًا للهداية، ومصدرًا للإشعاع الروحي.
ولا تزال أنواره ممتدةً عبر أبنائه وخلفائه، وفي مقدمتهم الشيخ عبد العزيز، الذي يسير على خطى أسلافه بثبات، ناشرًا القيم العريقة للطريقة القادرية، وحاملًا لمشعلها الوضاء.
نسأل الله أن يديم هذا النور، وأن يبارك في هذه السلسلة المباركة، ليظل إشعاع النجماط هاديًا للسالكين، ومصدرًا للخير والنقاء إلى يوم الدين.
بقلم : المختار ولد أبراهيم السيد