*محمد محمود ولد جعفر.. قيادة إصلاحية تنهض بالصندوق الوطني للتأمين الصحي

في ظل التحديات المتعددة التي تواجه مؤسسات الخدمات العمومية، تبرز بعض التجارب الناجحة كعلامات مضيئة على طريق الإصلاح والتحديث، ويأتي في مقدمتها ما يشهده الصندوق الوطني للتأمين الصحي (أكنام) منذ تولي السيد: محمد محمود ولد جعفر مهام المدير العام لهذه المؤسسة الحيوية.
لقد استطاع ولد جعفر، في فترة وجيزة، أن يضع بصمة إصلاحية واضحة من خلال جملة من الإجراءات التي أعادت الهيبة إلى الصندوق، ورفعت من مستواه المهني، ورسّخت ثقافة الخدمة والمسؤولية في أروقة هذه المؤسسة التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
*إصلاح إداري وهيكلي شامل*
منذ تسلمه المسؤولية، اعتمد السيد المدير العام مقاربة إدارية تقوم على الشفافية والانضباط، وهو ما تجلى في إعادة تنظيم المصالح الداخلية للصندوق، وضبط آليات العمل، وتحسين ظروف الموظفين، وتشجيع روح المبادرة والانتماء الوظيفي.
وقد كان لجهوده التنظيمية أثر مباشر في تحسين الأداء العام، وتقليص الفجوة بين المواطن والصندوق، حيث تم تبسيط الإجراءات وتسريع المعاملات ورقمنتها، مما ساهم في رفع مستوى رضا المؤمنين وشركاء الصندوق من مقدمي الخدمات الصحية.
*توسيع قاعدة المستفيدين دون الإخلال بالتوازن المالي*
من أبرز إنجازات إدارة ولد جعفر قدرتها على توسيع التغطية التأمينية لتشمل فئات واسعة من المواطنين، خصوصًا من أصحاب الدخل المحدود والشرائح الهشة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على التوازن المالي للصندوق فقد تم إدخال آلاف المستفيدين الجدد دون أن يؤثر ذلك سلبًا على التزامات المؤسسة تجاه العيادات والمستشفيات والصيدليات المتعاقدة.
*مكافحة الهدر وتحسين الرقابة*
عمل المدير العام بجدية على مكافحة الاختلالات التي كانت تعيق أداء الصندوق، خصوصًا ما يتعلق بملفات التلاعب بالأدوية، والعقود الوهمية، وعمليات صرف غير مبررة وقد تم تطوير نظم الرقابة الداخلية وتعزيز إجراءات التتبع والتقييم، مما مكن من استرجاع الثقة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد.
*شراكة ناجحة مع الفاعلين الصحيين*
بفضل سياسة الانفتاح والتواصل التي اعتمدها، تمكن ولد جعفر من تعزيز الشراكة مع مقدمي الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص، وتوقيع اتفاقيات جديدة أكثر نجاعة ووضوحًا، تضمن حقوق جميع الأطراف، وتحسن من جودة الخدمة الصحية المقدمة للمؤمن.
*نموذج قيادي يحتذى به*
لا شك أن تجربة محمد محمود ولد جعفر في قيادة “أكنام” تبرهن على أن الكفاءة والتخطيط والاستقامة يمكن أن تصنع الفارق في مؤسسات الدولة، مهما كانت التحديات فهو رجل إدارة يتمتع برؤية واضحة، وقدرة على اتخاذ القرار، وحسّ وطني يضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
ختامًا
إن ما تحقق في الصندوق الوطني للتأمين الصحي في عهد مديره العام الحالي ليس سوى بداية لمسار إصلاحي واعد، نأمل أن يستمر ويتعزز، وأن يُستفاد من هذه التجربة في بقية مؤسسات الدولة التي تتطلع إلى النهوض والتطور فالإصلاح ليس حلمًا مستحيلاً، بل واقعًا ممكنًا إذا وُجدت الإرادة وتوفرت القيادة.
—————-
أحمد عمَ لمين.