أهمية مختصر خليل عند الشناقطة ..في وجه العاصفة

مقال للباحث الشاب محمدو الحسن..
طالب في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية..
: :
لا شك بأن الفقه الإسلامي من أهم العلوم وأشرفها.. وكيف لا وهو عماد الحق. ونظام الخلق. ووسيلة السعادة. وقد قال صلى الله عليه وسلم.. من يرد الله به خيرا يفقه في الدين.. ومنزلة الفقه من الدين لا تحتاج إلى التبين..ولهذا قال العلامة الحطاب في كتابه المسمى مواهب الجليل..( وبعد فخير العلوم وأفضلها.. وأقربها إلى الله وأكملها.. علم الدين. والشرائع المبين.. لما اشتملت عليه الأحكام الإلهية. من الأسرار والبدائع. إذ به يعلم فساد العبادة وصحتها..وبه يتبين حل الأشياء وحرمتها..ويحتاج إليه جميع الأنام.. ويستوي في الطلب به الخاص والعام..فهو أولى ما نفقت فيه نفائس الأعمار..وصرفت إليه جواهر الأفكار..واستعملت فيه الأسماع والأبصار..) وقد قال أحد الفضلاء
إذا ما اعتز ذو علم بعلم … فعلم الفقه أولى باعتزاز

فكم طيب يفوح ولا كمسك…وكم طير يطير ولا كباز
ويقول الآخر..
تفقه فإن الفقه أفضل قائد …إلى البر والتقوى وأعدل قاصد
وكن مستفيداً كل يوم زيادة… من الفقه واسبح في بحور الفوائد
فإن فقيهاً واحداً متورعاً …أشد على الشيطان من ألف عابد

ولما كان الفقه الإسلامي بهذه المنزلة وجب تبين بعض المسائل وتصحيح بعض المفاهيم ومن بين هذه المسائل ما شاع عند الناس وذاع ولا سيما في زمننا هذا.. من أن هذه.الكتب التي ألفت في الفروع أو في الفقه إنما هي من آراء. الفقهاء و اجتهاداتهم فقط وكأنهم أخذوا الفقه من جيوبهم .. وهذا غلط محض.ومفهوم يجب أن يصحح ..فالفقه إنما هو مستمد من الأصلين( الكتاب. والسنة )لا غير. والفقهاء إنما ألفوا هذه الكتب أوهذه المختصرات تسهيلا وتبسيطا ولأن الحاجة اقتضت ذلك..
وإن كتاب مختصر خليل من أنفع هذه المختصرات وأحسنها سبكا.وأعلاها شأنا. فلا يخفى على ذي بصيرة اليد البيضاء التي أسدى لهذا القطر..ولم يزل العلماء قديما وحديثا يثنون عليه من سائر المذاهب شعرا ونثرا فهذا العلامة الحطاب يقول عنه ..(لم تسمح قريحة بمثله ولم ينسج على منواله، إلا أنه لفرط الإيجاز كاد يعد من جملة الألغاز”)ويقول فيه العلامة أحمد بابا التنبكتي (“لقد وضع الله له القبول من زمنه إلى الآن، فعكف الناس عليه شرقا وغربا حتى آل الحال في الأزمنة المتأخرة إلى الاقتصار عليه في البلاد المغربية وغيرها)”ويقول عنه الإمام ابن القيم (“لم تزل ألطاف الله بالمالكية تتوالى حتى أخرج لهم شابا جمع لهم مذهبهم في أوراق يتأبطها الرجل ويخرج، وهو عمدة المذهب اليوم يحفظه الناس كما يحفظون القرآن”.)
ويقول عنه بدر الدين القرافي:( ولقد عمَّ النفع بهذا المختصر إجابة لما سأل الله فيه بقوله في ديباجته “أي خليل” , والله أسأل أن ينفع به من كتبه أو أقرأه أو حصله أو سعى في شيء منه.)
ويقول فيه الشيخ ابن غازي في مقدمة شرحه: ((…إنّ مختصر الشيخ العلامة خليل بن إسحاق من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق، وصُرفت له همم الحذّاق…))

ويقول فيه العلامة الفصيح البليغ وحيد زمانه الشيخ محمد الفارضي الحنبلي من نظمه في مدح المختصر:
أطلاب علم الفقه مختصر الرضى ..خليل لكم فيه الحياة فعيشوا
ولله بيت ضمنوه مديحه به.. يهتدي من في الأنام يطيش
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ..خليل بن إسحاق الإمام يعيش.

وامتدحه الشيخ ابن عاشر ـ الذي شغف بحب مصنفات خليل وخاصة كتابه التوضيح ـ فقال:
خليلي خليل قد شغفت بحسنه…وتوضيحه صبحا بزينة حاجبه
وآليت لا آلوه شرحا لغامض…من الودّ يرضاه خليل وحاجبه

ولما كان مذهب المدينة -المتجذر في فقه الصحابة – يتلخص في عملين جليلين ، هما : ( المدونة ) التي تعتبر الرأي الأخير لمالك ، والتي يقول عنها الإمام سحنون : ” عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح ورأيه ” وكان يقول :  ” إنما المدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن ، تجزئ عن غيرها ، ولايجزي غيرها عنها ”

والثاني كتاب ( الموطإ ) الذي جمع فيه بين الفقه ، والحديث ، والذي قال عنه الامام الشافعي – رحمه الله –  ” أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى كتاب الموطإ ”

 

فإن الشيخ خليل بن اسحق استطاع أن يأتي بزبدة هذين الكتابين ( الموطإ ، والمدونة )  وليس لهما فقط ، بل لكل الشروح التي وضعت عليهما ،والمختصرات الفقهية التي تدور في فلكهما ، وذلك من خلال مختصره الشهير المعروف ( بمختصر خليل )  الذي شكل آخر حلقة في تاريخ الاختصار في المذهب المالكي ، إذ عمد من خلاله إلى وضع اللمسات الأخيرة على منهج الاختصار الذي  انطلقت بذرته مع ابن عبد الحكم  والبرادعي وابن شاس  ، ونمت نبتته واشتدت مع ابن الحاجب ، ووصلت إلى نضجها مع الشيخ  خليل ، الذي استغلظت على يديه ، واستوت على سوقها بفضل جهوده الجبارة ، فطبعها بطابعه الخاص ، وترك عليها بصماته المميزة للحقبة الاخيرة من الإختصار

وذلك ليجمع أكبر قدر ممكن من مسائل فقه مذهب إمام دار الهجرة ، في عبارات وجيزة ، تختزل المسافات ..  فجاء مختصره عصارة ، وزبدة لأمهات كتب المذهب .

وقد نجح في جمعه للمسائل المستبحرة من أبواب الفقه في مجال العبادات والمعاملات ، وذلك مع حسن التنظيم ، والعناية بالمباني ، والاسلوب ، وسلامة التعبير اللغوي ، ودقته ، ورشاقته ، رغم ازدحام الألفاظ ، واكتناز الجمل  والعبارات .

ولهذا كان مختصره نزرا في ألفاظه ، غزيرا في معانيه ، دقيقا في سبكه، فريدا في اصطلاحاته ، بديعا في أسلوبه ، جامعا لمعظم مسائل فروع أمهات المذهب المالكي.. سواء تعلق الامر بالدواوين القديمة التي تركزت  على السماعات من الامام مالك مثل  :   ( الموطإ ، المدونة  ، العتبية ، الموازية ، المستخرجة ، المجموعة ، الواضحة ،  المبسوط ) أو من غيرها..
ولهذا حوى كتابه مائة ألف مسألة
وقد أشار إلى ذلك بعض الفضلاء فقال:

يا قـــارئًا مُخْتَصَــــــرَ الخليـــلِ ** لقـــدْ حَوَيْتَ العِلْـــــــمَ يا خَليلِي

حَصِّلْهُ حِفْظًا واصْرِفِ الْهِمَّةَ لَهْ ** فَقَدْ حَــــــــوَى مِائَةَ ألفِ مَسْأَلَةْ

نَصّــــًا وَمِثْلَــــهَا مِنَ المَفْهُـ ـومِ ** فَإِنْ شَكَكْتَ اعْدُدْهُ فِي الْمَرْسُومِ

ولقد اهتم الشناقطة قديما وحديثا بدراسة مختصر الشيخ خليل حتى صار عندهم عنوان الرجولة وسمت النضج حيث قسموه أقفافا بلغ عددها325

واشتغلوا به كثيرا فكان عليه المعول في الدرس والتدريس والإفتاء والحكم بل كان حفظه من علامات الفتوة ولذا قال بعض الأدباء وهو يصف الفتوة
الفتـــو مــاه بالمـــــــــــــــال ..والزيـن ؤلاه بالتصكـــــــــال
والملاح ؤكلمَ تنكــــــــــــــال .. الفتـــــــــو طبــيـعـــــــــــي
يغيــر ال من تنـــــــــــــــــال .. الفــتــــــو معط مــــــــــــي
والفين ؤنــــــــــــــــاكَ وززال ..ؤتوس امعَ لبسَ علــــــــــي
ؤتنال امل من جهـــــــــــات .. اخرات ؤلا معمول اتــــــــلات
بيهَ يغيــر امن امهــــــــــات .. الفتـــــو لَـــصيــلــــــــــــــي
زين الدين ؤحفظ الســـرات .. واخليل ؤطرت لَلْفــــــــــــــي
والرسالَ والمتمـــــــــــــات .. ابن بـــــري واللامـــــــــــــي
واسلامتْ لعراض امن العار…في الدني لخاظتْ حــــــــي
واسلامتْهَ ساعَ منْ نـــــــار = مولانَ ذيكي هـــــــــــــــــي

بل وصل حبهم وشغفهم به حتى جعلوه هو الدليل.
يقول أحدهم مفتخرا:
قبضت على ديني بنص خليلي…وإن لامني في ذاك كل خليل
وإن سألوني عن دليلي وحجتي…أقول خليل حجتي ودليلي
ليرد عليه الآخر
قبضت على ديني بهدي رسولي… وتلك لعمري حجتي ودليلي
تمسكت بالأصلين آيا وسنة…فلم أصغ فيهما لعذولي على أني والحمد لله لم أكن …لأترك بين الناس نص خليل
فما هو إلا جامع المذهب الذي …نماه إلى الأصلين كل نبيل
ويقول الآخر
خليل الفقه أصعب ما يعاني.. فتى صافي القريحة والجنان
فمن يك طالبا منه انتفاعا…فلا يخلط معه سوى المثاني

ولشغفهم واهتمامهم به أن بعض كلماته صارت أمثلة عندهم يستشهد به العامة في كلامهم وذلك مثل قوله
ووجب قضاء فائتة مطلقا… وكقوله وصح إن قدم أو أخر
وكقوله ولا يتنفل من عليه القضاء… وكقوله فلا إشكال.. إلى آخره
ولهذا يذكرون أن امرأة موريتانية نبهت رجلا أراد أن يدخل غرفة كان يوجد فيها وقتها رجل اسمه الطاهر بينه وإياه خلاف فقالت ..
أول فصل من فصول المختصر.. في البيت جالسا فخذ منه الحذر..
إشارة إلى أول فصول مختصر خليل .. “فصل الطاهر ميت ما لا دم له..
كما أننا نجد أنهم ضمنوا بعض كلماته في أشعارهم ولذا يقول أحدهم
لا تأتي قوما إن أتيت ديارهم …ؤلفيت بين مزابل ومرابض
قد قدموا لي حين جئت أزورهم…قدحا ملؤوه من الشراب الحامض
لم أدري إذ خلطوه هل جاءو به…من منهل أو من غدير غامض
:أو من ندى أو ذاب بعد جموده..أو كان سؤر بهيمة أو حائض:
ويبين لنا العلامة اباه في كتابه المسمى.. إرشاد الطلاب البررة سبب إقبال الناس على مختصر خليل من الطلبة والشيوخ فيقول:(وإنما أقبل الناس على هذا المختصر شرقا وغربا بالدرس والتدريس. والشرح والتعليق لما فيه من المنافع الجمة.. ومن حلول المعضلات.. في المعاملات وغيرها..وحصر المسائل الكثيرة في العبارات الوجيزة اليسيرة.. رغم ما فيه من العبارا المقفلة على طلاب العلم..فضلا عن عامة الناس.. ولكن العيب في ذلك إنما هو في الناس وليس في المختصر..فهو كتاب التخصص الدقيق في الفقه المالكي )

إلا أننا نجد أن بعض علماء هذا البلد له موقف آخر من مختصر خليل.. وذلك أنه كتاب من فعل البشر ولا يخلوا من خطئ وأن كل كلام يأخذ من قول صاحبه ويرد..
حيث بينوا عدم التناقض بين المدرستين.. مدرسة المذهبية..ومدرسة الداعين للعودة للسنة في بلاد شنقيط.. ومن بين هؤلاء العلامة الولي الصالح..سيدي المختار الكنتي حيث يقول
وَإِن تَبتَغي إِتقان مذهب مالك :: فنص الموطأ حققنه وانتسب

ومن بعده جاءت فروع كثيرة :: وأتقنها اختصار نجل الذي حَجب

وأنفعها نص الرسالة قبله :: ونص خليل جاء بالدر والحسب

وإياك أن ترضى باقتناص فروعها :: بغير ارتشاف من مناهلها العذب

فمن لم يقيد بالكتاب علومه :: طغى وبغى واستبدل البسر بالرطب

ومن يترك القرآن نسيا وراءه :: فقد زل في التمثيل عن ناجح الرتب

ومن حاد عن نص الحديث سفاهة :: فقد أبدل الجياد بالحمر الحدب

ولا تقتصر إن الحديث بيانه :: وتفسيره فقه الأئمة لا الشعب

ومن يترك الفقه المهذب رغبة :: فقد رام تضليلا وعن رشده يذب

كما أننا نجد العلامة النابغة الغلاوي يرد على أولئك المتعصبين تلك الفئة التي تقدح في الأحكام التي ليست من خليل يقول

وبعضهم يقدح في الحــكم إذا…لم يك من نـص خليل أخذا
وذاك مـــن قصـــوره وجهله…وقلة العلــــم بمــوت أهله

إذ ليـس من قوادح الدليــــل…أن لا يكــــون الحكم في خليل

ويقول الآخر

خليل جليل في العلوم مقامه
وللعلم أرباب كمثل خليل
خذ العلم من كل الرجال ولا
تكن خليلي خليل لدى كل قيل
فمن يعتمد في كل نازلة على
خليل يضل عن سواء السبيل
ويقول الشيخ أبو مدين:
ما كل ما قال أبو المودة…يكون راجحا لدى الأئمة
فاحذر من القول به قبل نظر…ما في الشروح والحواشي والطرر..

كما أننا نجد أن الشناقطة كذلك
أهتمو بمعانيه. وشرح ألفاظه وفك عباراته.. حتى إنهم نظموا أقفافه فقد نظم العلامة محمد حبيب الله بن ما يأبى الجكني رحمه الله تعالى أقفافه .. قال

عدد أقفاف جميع المختصر…ثلاثة من المئين تستطرْ
من بعد عشرين لخمسة تلتْ…وذا بالاستقراء حصره ثبت
وذا الذي ذكرت دون حذف…ما يتخطى الناس نحو الصرف
للسِّفر منها مائةٌ تضمُّ… لها ثمانون بذا يؤم
فللطهارةِ انسبنْ عشرينا…والصلوات قرب أربعينا
أي دونها باثنين والذي تبعْ…ذاك بواحد وستين اتَّبِعْ
إلى النكاح والنكاح قد نُسِبْ…له الذي لما قُبيله حُسبْ
وما بقي للباب وهو خمسة…وأربعون قد تلتها مائة
فربعهُ الأول فيه أربعة…لها ثلاثون بعدٍّ متبعة
وللذي تلاه أربعون معْ..ثلاثة فذا الذي فيه اجتمع
ثم ثلاثون تلاها اثنان…للربع الذي بُعيدَ الثاني
كذا ثلاثون لستة تضم…للربع الذي به الكتاب تمْ
قد بان ما ينمى لكل رُبع…منها بالاستقراء والتتبع
ولهذا كثرت شروحه عندهم ومن أروع شروح مختصر خليل و أقدمها في هذه البلاد شرحي الشيخين :

•• محمد بن أحمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن الحاج عثمان الحاجي المتوفى بعد933هـ. / موهوب الجليل شرح مختصر خليل. (وهو أقدم شرح له في هذه الأرض بل يقال أنه أول من شرحه في هذه البلاد

•• طرة العلامة أشفغ الخطاط ( آبيْــه) المتوفى سنة 1196 هـ، وهي من أجود شروح المختصر وأكثرها انتشارا في المحاظر الشنقيطية
كما شرحه -العلامة مَحَنْضْ بَابَا بن اَعْبَيْدْ بن الْمُخْتَارْ بُويَ بن يَعْقُوبَ الدَّيْمَانِيُّ (1185–1277هـ). / ميسر الجليل على مختصر خليل (كبير وصغير)، أمضى أكثر من أربعين سنة فى تحريره.
وكذلك العلامة..محمد بن محمد سالم بن محمد سعيد بن محمد بن عمر بن أبي السيد المجلسي (1203-1302هـ). / لوامع الدرر في هتك أستار المختصر..
وكذلك العلامة..محمد الأمين بن أحمد زيدان بن محمد بيبه بن المختار (1229-1325هـ) / النصيحة..
ويذكر بعض الباحثين أن شروح مختصر خليل في هذه البلاد وصلت إلى 35 شرحا.

ومن إعجابهم كذلك بأسلوبه الأدبي المتميز كونهم نسجوا على منواله يحاكون جمله وعباراته و أصطلاحاته بـ “أقفاف” كانت من روائع الأدب المحظري وانصبت على عدة أغراض اجتماعية وأخلاقية من جهة وأغراض الفكاهة والترف الفكري من جهة أخرى مثل أغراض التجارة، والأتاي ومعالجة سفور المرأة المخل بالأخلاق وغير ذلك من الأقفاف، عندنا مثلا قف أتاي يقول أحدهم
((*فصل*:كذب المسكك فيما ناط به مدة يقام الأتاي وفي غيره تردد، وجلس حذو الفرجي واعتبر مالم يجاوز ثلاثا من الكؤوس وحرم استقباله بوقت نهي كقيلولة وبعد فجر لتنفل باح لابعد عشاء بيسير كعلى براني ، وإن فعل أو خيف ضر فكأس وحرم قدوم أشيب على صغير كضده وأدبت المرأة إن أقامت ومستقلة أسدلوا كأن شرب آنفا وعلق إن فعل وفي رب مواعينهم خلاف وجاز بكرفقة قلّت وصحبغير طرقة وإلا فيكره كتعميرها وكره فليٌ ونتفاش وأدب فاعلها فيه ))

وكذلك قف التلفزة .. يقول أحدهم

(وندب لصبي ، وفي كراهته للمرأة ووجوبه قولان. و فيها: جواز اتخاذها له وهل مطلقا ؟ أو للشريفة, أو للمسؤولة, تاويلات. واستحسن واختير: ملؤه رصيدا, وسقيه لكاليومين, وتحسين هيئته, وإن لفقير. وحسن رقمه, وقيام متصَل عليه, وارتفاعه بكربوة ببدو. وهل يجوز؟ رفع صوت متصِل, أو يكره, أو إن أذن له, أقوال. وإن ظن رقمه كذا فأرسل له الرصيد لا نص ومقتضى المذهب الضمان. وفي أفضلية الثابت على الجوال, والمغربية, على التونسية, تردد. قال: وهو الأصح. أحسنها السودانية, ورجح خلافه. وأجاز بعضهم جمع الأوليين , مفترقتين, أو مجموعتين, واختار: جمع الأولى مع الثالثة, وفي جمع الثلاثة بواحد نظر. وإن لم تفترق أرقام الثلاثة إلا بالفاتح فحسن. و الاظهر: حمله بعِلاقة لكعامل. وفي إعارته لصبي لا يعبث أو يكف إذا نهي, ولعب الكبير فيه, والاطلاع على رصيد الآخرين, وأرقام المتصلين بهم, وتصفح رسائلهم, خلاف. أما إن أذنوا أو منعوا فلا إشكال)

ومانراه اليوم من الطعن في هذا الكتاب من بعض النابتة..والحركات المتطرفة.. التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة. إنما هو ناشئ عن الجهل .. والجهل لا دواء له.. ولوكان خليل اليوم بينن ظهرانينا لأنشد قائلا
لو كنتَ تعلم ما أقول عذرتَني=أو كنتَ تعلم ما تقول عذلتُكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتَني=وعلمتُ أنك جاهل فعذرتُكا
وقديما قيل.. عش ترى عجبا..وها نحن عشنا ورأينا العجب العجاب.. رأينا من يرد على خليل وهو لا يميز بين القبلي والبعدي رأينا من يرد على خليل وهو لا يستطيع أن ينطق اسمه نطقا صحيحا رأينا من يرد على خليل وهو لم تكتحل عيناه قط من كتابه
فالله أخر مدتي فتطاولت… حتى رأيت من الزمان عجائبا
وكما أن بحر الفرات لايضره إذا خاض بعض الكلاب فيه فكذلك هذه النابتة. وهذه الحركات المتطرفة.. لا تنقص من مكانةخليل فالأمة تلقت كتابه بالقبول. وما ذاك إلا لسر وإن السر هو إخلاص صاحبه في العمل
وإِذا أَحَبَّ اللَّهُ يوماً عَبْدَهُ.. أَلقَى عَليهِ مَحَبَّةً لِلنَّاسِ
وختاما نقول لأولئك الذين ينبزون خليل ويطعنون في أئمتنا ماقاله الحطيئة

أَقِلّوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُمُ…مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا
أو ما قاله حسان وهو يخاطب أبو سفيان لما طعن في النبي الأكرم ..صلى الله عليه وسلم..
أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ.. فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ

أو ما قاله المعري
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا.. فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا

وقد قال مالك..ما كان لله دام واتصل..وما كان لغير الله انقطع وانفصل..

ومَنْ كان يَحمِلُ في جوانحِه الضُّحَى.. هانَتْ عليه أشعَّةُ المصباحِ

كتبة محمدو الحسن


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى