الشعر الحساني: ذاكرة الشعب الموريتاني

ذا كان الشعر العربي هو ديوان العرب والحافظ لثقافاتهم ، فإن الشعر الحساني يعتبر ذاكرة الشعب الموريتاني ومستودع موروثه الحضاري بكل ألوانه وابعاده ، وذالك بعتباره مدونة للاخلاق الكريمة والقيم السامية وسجل للواقع السياسية والملاحم البطولية،كما يعد أهم سمة طبعت هذه الربوع وأثرت حياتها الادبية ومنظومتها القيمة لذا كان له الاثر البالغ في تحديد هويتها الثقافية، بلغ الشعر الشعبي أوجه في عهد الإمارات الحسانية بحكم تعاطيها له اهتمامات و قرضا وتشجيعا،وظل الموريتاني شاعرا أو متذوقا أو حافظا إلى أن حاز بذالك شعبنا لقب بلد المليون شاعر ، ثم تعرضت تلك المدونة الأدبية للضياع والنسيان بفعل عدم التدوين وظروف حياة الظعن والانتجاع ، مما يحمل الفاعلين في الحقل الثقافي مسؤولية التعاطي من جديد مع هذ الموروث الهام وتلك السمة المميزة لمجتمعنا .

ومن هنا جاء اهتمام أحد الادباء الموريتانيين علم من اعلام مقاطعة آمرج الفتية وابرز وجهاء الولاية بجمع ونشر نصوص من الشعر الشعبي قصد حفظ وتثمين موروثنا الأدبي وإطلاع أجيالنا الحاضرة على ماتحلى به الاسلاف من شيم نبيلة وعطاء أدبي متميز وهو عمل شاق لايخلو من متاعب ومعوقات من اهمها :
الجهود المضنية الني يتطلبها التنقل بين المدن والارياف لجمع النصوص الادبية .
التحري من نسبة النصوص الادبية لاصحابها ومعرفة السياقات والمناسبات والاغراض .
ضعف التجاوب من ساكنة الحوض وخاصة مقاطعة آمرج وقلة الاهتمام بالموروث الادبي الشعبي الذي تلقى ترحيبا واسعا بين ابناء الولاية و انتشر في جميع بلدياتها و مقاطعاتها .
إنه الاديب محمد الامين ولد انجيه الملقب بشاعر الحوض احد وجهاء مقاطعة امرج وهو المؤلف لكتاب ديوان البيظاني في الشعر الحساني .
الذي دون فيه شعر ولاية الحوض الشرقي وفا من الضياع والنسيان .
وهو القائل :
عترت لغن دوناها …… آن واجماعه ثمينه
وأفذ الديوان أجمعناها ….. وان لي فيها سنينه
ماني خائن إن الله ….. لايحب الخائنينه
حيث رد عليه الاديب الشيخ ولد رمظان .
لماره وابلد لو ماره …… والجزاله والجباره
والفن وبل الشعاره …. وبل الطلعه والتيدينه
والمجد وبل الحضاره ….. الحوظ. ول كان ازمينه
أدب منسي يلو ماره… لفت منك والبيينه
أدب الحوظ أجمعت ألايو …. ضايع كبلك لو سنينه
أحسنت والله لاي ….ضيع أجر المحسنين.
هذ الادب يجب الاحتفاظ به لانه مرجعية للشعب من ماقيل من الشعر ومن تدوين لادباء واعلام وفقهاء وعلماء المنطقة بأكملها قبل ان يضيع حيث التراث والقيم والمبادء لما يحتويه من اغراض في البكاء على الاطلال و المدح و النصائح وميع اغراض الشعر ولما يهتم به ايضا بأعلام في تلك المناطق حيث يقول العالم والولي الكبير شيخنا محمد فاضل ولد مامين رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته في الديوان الصفحه 152.
خير أتواسيه أنساه أتراه …..واساء فيك أخير أتفوت
وخير أتوسالك لاتنساه… ولاتنس ملان والموت .

بقلم : أجود محمد الامين .

الزين الإخبارية
#تابعونا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى