أزمة المياه.. تحدٍ عالمي لايُحل بالمزايدات السياسية

حديثي مؤخرا عن انقطاعات المياه في بعض العواصم حول العالم ، و الذي أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، ليس محاولةً مني للمقارنة، ولا سعيًا مني لتبرير ما يحدث محليًا، وإنما هو عرض موضوعي لواقع عالمي تشترك فيه كثير من الدول، حتى تلك المصنّفة ضمن العالم المتقدم.
فأزمة المياه اليوم ليست محصورة ببلد أو قارة، بل هي تحدٍ عالمي كبير، تعاني منه مدن كبرى مثل باريس ومدريد، وحتى نيويورك ولندن، بفعل تغيّرات مناخية، وأعطاب فنية، وأشغال تطوير، وظروف طبيعية خارجة عن السيطرة.
وإذا كنا نطالب بشيء، فهو الشفافية في تشخيص المشكلة، والحديث الواضح عن التحديات، واقتراح البدائل العملية لتجاوزها ، وهو ما تم من السلطات المعنية .
أما أن يتم استغلال كل عارض فني أو طارئ تقني للمزايدة السياسية، واعتباره دليلاً على “فشل النظام” أو انهيار الدولة، فذلك لا يخدم المواطن ولا الواقع، ولا يساهم في تقديم حلول.
نعم، من حق المواطن أن يغضب حين يُحرم من حقه في الماء، ومن واجب الدولة أن تشرح له بصدق، لكن من غير المنطقي أن نحمّل الأمور دائمًا أكثر مما تحتمل، وأن نغض الطرف عن التحديات المشتركة التي يعيشها العالم.
ذ.محمد ولد حويه
مستشار رئيس حزب الانصاف
عضو المجلس الوطني