زيارة الرئيس للحوض الشرقي : قراءة استقصائية في دور سيد محمد ولد الطالب أعمر وترسيخ دعائم النظام

تشكّل الزيارات الرئاسية للولايات الداخلية في موريتانيا لحظات سياسية مفصلية، لما تحمله من رسائل تتصل بعلاقة الدولة بمواطنها، وحرص القيادة على تعزيز التنمية المتوازنة خارج المركز. وفي هذا الإطار، اكتسبت زيارة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي أهمية خاصة، ليس فقط لثقل الولاية الانتخابي وحساسيتها التنموية، بل كذلك لدور الشخصيات السياسية التي ساهمت في إنجاحها، وفي مقدمتها السياسي المخضرم سيد محمد ولد الطالب أعمر، ابن مقاطعة تمبدغة، وأحد أبرز الوجوه التي دعمت نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ لحظاته الأولى.

يحضر اسم سيد محمد ولد الطالب أعمر في الذاكرة السياسية الوطنية باعتباره شخصية محورية ذات حضور وازن في صناعة التوافقات وتثبيت الاستقرار السياسي داخل المنطقة الشرقية. فقد كان من أوائل المساندين للمشروع السياسي للرئيس الغزواني، ولم يكتفِ بالدعم النظري أو الخطاب السياسي، بل عمل على تحويله إلى فعل ميداني قائم على تنظيم القواعد الشعبية، وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وترسيخ صورة النظام عبر العمل السياسي الهادئ والمتوازن.

تكشف شهادات ميدانية لفاعلين محليين، ومتابعات تحليلية منشورة في تقارير إعلامية، أن مقاطعة تمبدغة ظلت لسنوات محور تفاعل سياسي دقيق، بحكم موقعها الجغرافي وتركيبتها الاجتماعية، وأن جهود ولد الطالب أعمر ساهمت بوضوح في ضبط المشهد فيها وتوفير مناخ مكن الدولة من تكريس حضورها المؤسسي. وقد وصفه بعض المتابعين بأنه كان بمثابة “جسر تواصل” بين إرادة الدولة وحاجات السكان، عبر خطاب سياسي مسؤول، بعيد عن التشنج أو الخطاب التعبوي المؤقت.

ورغم التحديات التنموية المزمنة التي تواجه الولاية، بما فيها محدودية البنى التحتية ونقص الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية وفرص الاستثمار، فإن زيارة الرئيس الأخيرة حملت مؤشرات على بداية مسار تنموي أكثر وضوحا وارتباطا بحاجات السكان. وقد برز دور سيد محمد ولد الطالب أعمر في تهيئة المناخ الشعبي والسياسي لهذه الزيارة، ما منحها زخما لافتا وخلق التفافا مجتمعيا حولها، وفق ما أظهرته ردود الفعل في الأوساط المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وعلى مواقع التواصل، تكررت الإشادة بما سماه البعض “النهج الهادئ” الذي اعتمده ولد الطالب أعمر في تعزيز الحضور السياسي للنظام داخل الحوض الشرقي، حيث فضّل أسلوب الحوار والتقريب بين الآراء، والانفتاح على مختلف الفاعلين، ما ساعد على تجنيب المنطقة أي احتقان سياسي، وحافظ على منسوب الثقة الضروري للعلاقة بين الدولة والمواطن.

وتبرز القراءة الاستقصائية لمسار الأحداث أن نجاح زيارة الرئيس لم يكن حدثاً طارئاً أو وليد اللحظة، بل كان نتيجة تراكم عمل سياسي متواصل أسهم في بنائه سيد محمد ولد الطالب أعمر، بوصفه شخصية وطنية تؤمن بأهمية تثبيت دعائم النظام قبل الانتقال إلى مستويات أعمق من التنمية السياسية والاجتماعية. ويذهب مراقبون إلى أن المرحلة المقبلة ستحتاج إلى مثل هذه الشخصيات التي تجمع بين الخبرة، والقدرة على إدارة التوازنات، وحسن فهم الخصوصيات المحلية في إطار العمل الوطني العام.

إن الزيارة الرئاسية للحوض الشرقي استثمرت فرصتها في تعزيز حضور الدولة وإعادة بناء جسور الثقة مع السكان، غير أن الفضل في تهيئة هذا المناخ لا يمكن فصله عن دور شخصيات سياسية كان لها تأثير فعلي في تشكيل المزاج العام، وفي مقدمتها سيد محمد ولد الطالب أعمر. ومع اقتراب استحقاقات سياسية مقبلة، سيكون لدور القامات السياسية ذات المصداقية والخطاب المسؤول أثر بالغ في رسم مستقبل الاستقرار والتنمية داخل البلاد.

بقلم : أمير سعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى