المنطقة الحرة بين الواقع والآفاق – الشيخ يحفظ أعليات

*المنطقة الحرة بين الواقع والآفاق*

تقف منطقة نواذيبو الحرة اليوم عند مفترق مهم في تاريخها الاقتصادي. مشروع المرسوم الجديد الذي ينظم عملها وصلاحياتها ليس مجرد إجراء إداري، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى جعل المنطقة أكثر وضوحًا في هيكلتها وأكثر قدرة على جذب الاستثمارات، وتحويل الإمكانات إلى إنجازات ملموسة.

ويحدد المرسوم مهام السلطة ومسارات العمل الداخلية، ويضع قواعد واضحة للشفافية والمساءلة، ليصبح من السهل على المستثمرين المحليين والأجانب التعامل مع المنطقة بثقة. ويأتي ذلك في سياق سعي الدولة لجعل نواذيبو رافعة اقتصادية حقيقية، على غرار التجارب الناجحة في المغرب الذي أنشأ عدة مناطق حرة أصبحت محركات رئيسية للنمو الصناعي والتجاري.

ولا يخفى أن السلطة تعتمد على مواردها الذاتية بالكامل في دفع رواتب العمال وتمويل مشاريعها، دون أن تشكل عبئًا على ميزانية الدولة. هذه الاستقلالية أكسبت المنطقة الحرة مصداقية كبيرة وجعلتها نموذجًا لإدارة المشاريع بكفاءة.

وفي المستقبل القريب، يبرز مشروع ميناء الأعماق الكبيرة كفرصة حقيقية لتغيير معالم الاقتصاد الوطني، إذ تمّت دراسة المشروع من قبل المنطقة الحرة وعرضه على المستثمرين والممولين. ومن هنا تأتي أهمية الإسراع في إطلاق الأشغال وإلحاق المشروع بالمنطقة الحرة لضمان تحقيق أفضل نتائج اقتصادية وتنموية.

بهذا المرسوم، تدخل نواذيبو الحرة مرحلة جديدة من التنظيم والوضوح، تزيد قدرتها على استقطاب الاستثمارات وتؤكد دورها كركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية الوطنية.

هذه عجالة راكب أردت من خلالها توضيح أن المنطقة الحرة قدمت بالفعل إنجازات مهمة في تنمية المدينة، لا ينكرها إلا مكابر، خصوصًا في مجالات الصناعة والسياحة والبنية التحتية، مما يجعلها حجر زاوية حقيقيًا في المشهد الاقتصادي المحلي وقاطرة للتنمية التي يصبو إليها الجميع.

*د/ الشيخ يحفظ أعليات*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى